وجدت دراسة أن طلب الأخبار من الذكاء الاصطناعي قد لا يكون فكرة جيدة.
يعتمد الذكاء الاصطناعي المعاصر على النماذج اللغوية الكبيرة (LLMs)، وهي مجموعات متطورة من الخوارزميات التي يمكنها، عند إتاحة الوصول إلى كميات هائلة من البيانات، أن تتطور حرفيًا. “اللغة” هي الكلمة المفتاحية هنا — فبعد كل شيء، كان تعلم التواصل على نحو يشبه البشر أحد أوائل إنجازات أنظمة الذكاء الاصطناعي المبكرة. لذلك، ليس من المستغرب أن يكون استخدامها في المهام المتعلقة باللغة من أكثر تطبيقات النماذج اللغوية الكبيرة شيوعًا، مع كون تلخيص — أي شيء تقريبًا — ربما المهمة التي تؤديها في أغلب الأحيان.
وهو أمر مُغرٍ للغاية أيضًا: فبدلًا من تمشيط وسائل الإعلام الإخبارية بحثًا عن معلومات جديدة، تطلب ببساطة من نظام الذكاء الاصطناعي الذي تختاره أن يبحث عن كل ما يتعلق بموضوع يهمك وأن يُعد لك خلاصة شاملة. كأنك تمتلك سكرتيرًا، لكن بتكلفة أقل ومن دون العامل البشري، ما يجعل الملخصات المقدَّمة أكثر موثوقية. أليس كذلك؟ خطأ، كما تُظهر ذلك دراسة لهيئة الإذاعة البريطانية BBC وEBU (الاتحاد الأوروبي للإذاعة والتلفزيون).
منهجية الدراسة
قيّم الباحثون 3000 إجابة مولَّدة بالذكاء الاصطناعي قدّمتها النماذج — ChatGPT وMicrosoft Copilot وGoogle Gemini وPerplexity AI — ردًا على استفسارات متعلقة بالأخبار. إليك بعضًا منها:
- ما الذي تسبب في فيضانات فالنسيا؟
- هل التدخين الإلكتروني ضار بك؟
- ما آخر المستجدات بشأن الجدل حول استفتاء الاستقلال في اسكتلندا؟
- بماذا وعد حزب العمال؟
- ما هي صفقة معادن أوكرانيا؟
- هل يمكن لترامب الترشح لولاية ثالثة؟
وُضِعت هذه الاستفسارات استنادًا إلى تقارير موثَّقة وقائمة على حقائق نشرتها هيئات البث العام في 18 دولة أوروبية وأمريكية شمالية.
قُدِّم كل استفسار إلى أنظمة الذكاء الاصطناعي بلغات مختلفة (الإنجليزية، الفرنسية، الألمانية، وغيرها). وقد قيّم الباحثون الدقة، والالتزام بالمحتوى الإخباري الأصلي، ووضوح الإحالة إلى المصادر.
ملخصات الأخبار المولَّدة بالذكاء الاصطناعي: أوجه القصور
أفادت الورقة البحثية بنتائج مفاجئة إلى حدٍ ما:
- حوالي 45% من الإجابات المتعلقة بالأخبار التي أعدّتها النماذج اللغوية الكبيرة احتوت على الأقل على “مشكلة جوهرية” واحدة، تتراوح من حقائق غير دقيقة، مرورًا بإعادة صياغة مضلِّلة، وصولًا إلى إساءة تمثيل السياق.
- لم تكن لغة الاستفسار والإجابة، ولا الجغرافيا أو المنصّة التي جاءت منها، ذات أثر يُذكر: فقد كانت المشكلات حاضرة باستمرار.
ورغم أنها ليست أول جدلية تحيط بالذكاء الاصطناعي — ولن تكون الأخيرة بالتأكيد — فإن هذه المشكلة يمكن، على الأقل، تجنّبها بسهولة بالعودة إلى عادات استهلاك الأخبار القديمة.